
رابط: [ تـفـسـيـر الكـيـالـي في صفحته في الفيسبوك]
تكلم علي كيالي عن عدة نقاط فيما يخص حالة يعاني منها كثير من الكفار والمسلمين ايضا وهي (حالة الضلال): الشك، الإيمان بقضايا وافكار مضللة، عدم القدرة على تمييز (الحق) او الأفكار والاحداث والقضايا الحقيقية، سهولة التغرير بهم ((ولا احد مستثنى من ان يتم التغرير به او سحبه للإيمان بقضايا مضللة)). حتى القرّاء والمثقفين والعلماء، يقعون تحت تاثير التغرير بهم من قبل الإعلام او غيرة من الأصوات العالية، ويقعون فرائس امام هذا التضليل كحيوان مضطرب في بيئة سرابيه تصور له أمور على غير حقيقتها وعلى غير اصلها… ثم يصبح فريسة سهلة الانقياد جدا
وهي على مستوى عالمي, غالبية العالم مغرر بهم بأفكار غير حقيقية سواء كانت افكار صغيرة جدا وليس لها تأثير كبير على سير حياته, او افكار كبيرة جدا يعلق فيها كقطعة مغناطيس، مثال بسيط في عالمنا العربي: ((تنظيم داعش)) من الأفكار الكبيرة جدا والمضللة التي تشبه في عملها المغناطيس، يسحب كل من هو في حالة تشويش او (حالة ضلال) صغيرة كانت او كبيرة, او كما يسميها القران ((ظلمات)) وهذي غير مقتصرة على الكفار فقط حتى المسلمين يقعون فيها وبسهولة والسبب يعود إلى .. ماذا !!؟
.
يوجد في القرآن الكريم ذكر للسبب وسمي هذا السبب بـ ((النور)) اكثر من مرة، وأُرجع السبب في ((حالة الضلال)) او الظلمات لقصور في الانسان
مشكلة حالة التشويش او رؤية حقيقة في واقع أمر خاطئ وغير حقيقي تماما، يعود سببه للإنسان نفسه!. كثير من الافكار والقضايا الكونية او الفلسفية و المجتمعية او مهما صغرت او كبرت قد تتوافق مع الحقيقة، وقد تسير بشكل جميل في البداية معها ولكن في الواقع هي لا تتوافق معها, فما يحدث حينها هو انها تسير فترة من الزمن وفِي اثناء سيرها تخلف الكثير من المشاكل او تعطل الكثير من الامور !! والسبب ماذا في ((حالة التشويش او الضياع)) هذة !!؟
اذا قلنا أننا مخلوقات تم إنزالنا في “أرض ما” و تم تركنا مع نظام الغالب منه او معظمة مجهول لا نراه ولا نفهمه، لان الارض غريبه !! وكانت هذة الارض واسعة جدا وكبيرة وطبيعي أن يكون فيها تصادمات كثيرة واحداث كبيرة ومشاكل معقدة وقضايا لا نهاية لها, ولابد عندها من محاولات للتنظيم، ووضع قوانين تكفل كل شي وتوضح النظام.
وحتى يكون هناك تنظيم لابد من سن قوانين تبنى على حقائق وافكار صحيحة تتناسب مع قوانين البيئة والأرض وجميع احداثها، هنا هذا يخص اجتهادات الجماعة لكن فيما يخص الفرد الواحد ((الانسان)) فهو عادة تدور مشاكلة وتبدأ في ((قدرته على الرؤية)) والنفاذ الى جوهر القضية او الأفكار بشكل عام
فمن يملك القوة يسن القوانين والأفكار ولأنها هي اجتهادات فهي غير صحيحة ١٠٠٪. بمعنى ان هناك نسبة لا يعرفها ((الفرد)) وكثير من الأحيان لانستطيع ان نمييز بينها لكثرتها, او اننا لانستطيع ان نمييز حتى في الفكرة الواحدة ماهو صائب فيها وماهو خاطئ .. لأن القوانين و الأفكار التي انبثقت من الاجتهادات يكون الصواب والحقيقي فيها امر نسبي. من هنا تبدأ حالة ((التشويش والضياع)). احداث كثيرة وطوائف وأحزاب وجماعات وفرق تظهر وكل منها يدعي انه على حق والبقية على ضلال، او ابسط من ذلك: تدعي انك على خطأ, وربما بعضها أكثر بساطة: تدعي إنك جاهل ومتخلف ورجعي، وبعضها ربما أكثر خطورة: تدعي انك كافر! والأخرى تدعي: انك مذنب، والاخر يدعي: إنك مضطهد، واخرين يدعون: انك مجرم. والجميع يضعك في قاموسة ولغته القانونية التي يفهمها، ما مدى فهمة؟ لا يمكن ان نعرف، و مامدى صدق مايدعوا به: لايمكنك ان تعرف ايضا.
والأسوء من ذلك كله أننا نصدقهم جميعا أو نميل بسبب حالة ((التشويش)) للاختيار والوقوف بصف أحدهم .. بصف ((الأقوى)) وربما .. بصف ((اللغة التي تبدو الأجمل)).
((حالة الضياع والتشويش)) هذة تشبة السفر الى ارض لا نعرفها ولا نعرف لغتها ولا عاداتها. الكون الذي نعيش به ذات الشيء. ((له لغة)) هل جمعينا نعرفها؟ لا .. لكن الجميع يحاول. ماسبب حالة الضياع او (الظلمات) ؟
.. القصور عن الرؤية والنفاذ للحقيقة وعدم معرفة اللغة القانونية للكون. المسافر يحتاج لبحث ودراسة للارض التي يريد الذهاب اليها وكذلك الانسان في هذة الارض يحتاج ((لكتاب)) .. صاحب هذه الارض التي نحن نعيش بها جميعا لا نراه وباعتبارنا انه غير موجود في ذات المكان الذي نعيش به. فمن نسأل ؟ وكيف نعرف ؟ الأمور على هذة الأرض تحتاج الى توضيح .. تحتاج الى (كتاب) يكون مثل كتيب الإرشادات، ويكون كتاب حقائق يعرف الانسان فيه عدة أمور عن:
١/ حياته: من هو ؟ ولماذا هو هنا ؟ ..
٢/ الارض الي يسكن فيها: من صاحبها ؟ وأين هو ؟ ..
٣/ مستقبلة: ماذا ينتظرة ؟ وماعليه فعلة ؟ ..
٤/ توجيهات وقوانين وإرشادات: ماهو صحيح وماهو خاطئ ؟ كيف أحكم على فكرة أو قضية إنها فاسدة ؟ هل الصواب أن أعيش لنفسي فقط وأعتزل الجميع ؟ أم أن هناك مسئوليات علي تجاه محيطي ومجتمعي ؟ كيف أحدد على أمر أنه إعتداء علي ؟ وماذا أفعل لأردة ؟ كيف أنظم الناس ؟ من أين أبدأ لأشرع القوانين ؟ متى يباح لي الأعتداء على غيري ؟ كيف أكسب رزقي ؟ وكيف أتعامل في البيع و الشراء ؟ كالكتب الي تجيب عن التساؤلات ((ماذا افعل لو …؟)) ..
٥/ حقائق عن التاريخ: يقول فيه حدث أن قوم تجاهلوا هذة الارشادات وكانت النتيجة انهم أبيدوا. وقوم كرروا ذات الشيء وأبيدوا. وقوم آخر وجميعهم أبيدوا. إذن: هل هذة الارشادات والقوانين التي تم سنها لهذة الأرض تحتمل مجال للاستهتار بها والتساهل معها ؟ او معارضتها ؟ صاحب الأرض يرسل للجميع رسالة واضحة جدا, وهي أن هذة الأرض لها قانون .. وهل كل من يعارض سيفنى ؟ الكتاب يوضح أنهم قد يمنحون مجال الى عدد سنين حياتهم في هذة الأرض فقط, لكن لا مناص من تطبيق القانون عليهم أمام صاحب هذة الأرض, والكتاب يوضح أنه لاتساهل مع من يخرج عن النظام, كل من عاش في هذة الأرض سيأتي بمفردة وسيقام عليه القانون الرباني. كل تلك المعلومات فيما يخص الانسان ((سيجدها الإنسان في الكتاب))
كتاب ينفذنا الى الحقائق كلها لنبدأ منه، وهذا الدليل سماه صاحب الأرض ((النور)). وسمى أي دليل غيرة ب((ظلمات)) وهدف النور هو: علاجنا من ((حالات التشتت والتشويش والضياع والتغرير والانقياد للباطل)) والظلمات باختصار كل صفة تمثل خروج عن ((النور)) هو الظلمة وجميعها تمثل معا ((ظلمات))
و علي كيالي ذكر ثلاث نقاط تقريبا اتفق معه فيها، وهي تخص ((المسلمين والكفار)) فالكل يأخذ نصيب من الظلمات سواء بقدر كبير او اقل يعتمد على الإنسان نفسه ومدى علاقته ((بالنور)) المنزل من الله سبحانه وتعالى، والظلمات تشكل (صفات او حالات كثيرة ومختلفة فرادى او مجتمعة تصيب الانسان)
١/ لماذا الظلمات تصيب المسلم؟ أو بعبارة أخرى ((لماذا المسلم يخرج من دليل النور فيقع في دليل الظلمات؟)) بسبب بسيط وهو: (هجره للنور) وهو القرآن. لماذا يضل المسلم ويتبع فرق على انها هي من تمثل الاسلام والحق؟ هل السبب يعود للمشائخ أو العلماء ؟ .. لا .. السبب يعود لعدم معرفة لجوهر الاسلام ((دينه)) معرفة حقة ؟ .. اكيد ..
إذن السبب في ذلك ؟ هجره لكتاب الله .. والهجر بمعنى (ليس عدم القراءة فقط) !! بل (القراءة بلا فهم) قال تعالى: ((استمعوا له)) والسمع غير الإستماع. إذا سمعت صوت أمر .. وأني أستمع للصوت أمر آخر. الاستماع تتبع وتركيز لفحوى الصوت وفهمه، يقع تركيز العقل وانتباهه عليه. وسبب ضلال البعض انه يسمع لا يستمع
وقال: يبتعدون عنه ويهجرونه ((كتاب الله وتعاليمه)) وينتج عن ذلك (ظلام) من الجهل. تظهر حالة ضبابية او اي حاله من الحالات الي تمثل ((الظلمات)) .. والجهل ظلام.
فيما يخص الكفار والذين لا يؤمنون بالنور الذي نزل .. ((القران)) ..
المثال افهمه كالتالي: حال من لايؤمن بالنور من الكفار هو أن .. أولا النور يمثل (العلم) كتاب الله .. وعندما أضاء هذا العلم ماحوله لم يضيئ عقولهم، بل ان هذا العلم سلبهم كل قدرة على رؤيته وجعلهم يتوهون في جهالات وظلمات كثيرة. ويبتعدون عنه, هذا العلم الأساسي لكل شي .. هذا الدليل الصحيح الوحيد والمتبقي في هذة الأرض من صاحبها .. جعلهم صاحبها يبتعدون عنه و السبب: أنهم لم يؤمنوا به.
.
اقدر اقول ان الأمر يشبه ((اللعنة)) لعنة عدم الإيمان بهذا الدليل
٢/ الآيه توضح للكفار: أن الحقائق تظهر كظهور النور في الظلام والحقائق لا تظهر فقط، بل تظهر وتنير المكان، ومثل ماسماه ((نور كتاب الله يبهرهم بالحقائق)) .. كبقاء شخص كافر في ظلمات ومن ثم يظهر له البرق ويسمع الرعد ((تشبيه)).
وهي تمثل الحقائق:
هل يشك انسان قابع في ظلمات السماء والأرض انه رأى برق عندما ظهر فجأة (نور في ظلام دامس)؟! اذا لم يرى ظهور البرق نفسه سيرى نوره ولو كان نور خاطف. وكذلك الرعد وهو يمثل في التشبية صوت الحقيقة. واظن ان البرق مثال على ماهو موجود ومحسوس نراه معنوياً بالعين المجردة، ولكن ليس كل مايخبر عنه القران حقائق نراها بالعين كظهور البرق في السماء. البعض من الحقائق كالرعد (صوت لحقائق) غير مشاهدة
والذي يحصل مع من يشيح عن هذه الحقائق الظاهرة
أنه بإرادته يعرض عنها ويجعل اصابعة في إذنه عن (الحقيقة) الصوت .. وهو وعيد القران بمستقبلة الذي سينتظره قريبا.. ثم قال تعالى إنه ((محيط بالكافرين)) اي: يعرفهم واحد واحد.
تكاد الحقائق (حقائق القران او النور) تعميهم تماما، عن رؤية اي حقائق اخرى ولو شاء الله لجعلهم كذلك.. وهذة هي جوهر اللعنة بعدم الايمان به
بمعنى هم قادرين على رؤية واستكشاف العلوم الاخرى وتطويرها و لو شاء الله لجعلهم عاجزين تماما حتى عن رؤية هذة الحقائق الاخرى من كل العلوم وفروعها، اي ان بسبب عدم إيمانهم بالقران يكاد هذا الامر ان يعميهم تماما عن كل حقيقة في أي علم من العلوم. والله قادر على ان يجعلهم بهذه الحالة. (يكاد القران ان يخطف منهم ابصارهم). ((انا افهم الآية كذا)) لأن البصر يمثل الرؤية والمشاهدة للحقائق وخطف البصر هو سلب الانسان القدرة على رؤية الحقائق
في أمور تجعلني أصف حالة عدم الإيمان بالقران وبالله ومايصاحبها بسبب ذلك ((لعنة تتبع الكافر)) واللعن: طرد من رحمة الله. والقرآن: هدى ونور ورحمة. يعني كأن الرحمة نطاق أو سياج وماحول السياج لعنة تتبع من يقبع خارجه. معنى ان الله طرد هذا الشخص من رحمته؟ {لما أضاء ماحولة تركهم في ظلمات لايبصرون} هذا يعني انه طرد بمعنى الكلمة .. {ذهب الله بنورهم} ثم ((تركهم)) وهم ماذا؟ وهم ((لايبصرون)) ..
ولتوضيح مثال الرحمة نرجع للسياج, مجموعة لم تؤمن فتم طردها خارج السياج ثم تم سلبهم النظر حتى لا يرون السياج ولا يدخلونه ثم تركهم هكذا يهيمون بلا بصر في الخارج .. الأمر مرعب لكنه يوضح مدى عظم هذا الذنب وان رب العالمين جبار على من لا يؤمن به ولا يؤمن بكتابه .. الأمر فعلا ان الله سبحانه يمهلهم ولا يفنيهم بضربة سريعة لكن ومع ذلك رب العالمين يطبق عليهم قانون آخر وهو قانون النفي للأبد.. والنفي من ماذا ؟ النفي منه. فلا نظن أن رب العالمين لا يتخذ معهم حكم في الأرض. بل إنه سبحانه يتخذ معهم حكم قاسي جدا .. ويؤجل لهم رؤيتهم لواقع ماهم فيه الى النهاية .. حتى اذا جاءت النهاية كشف عنهم ابصارهم حتى يقبعون في ندامة لا أمل بعدها .. وحقيقة لا مفر منها .. وهو أنهم أنفوا نفيا كاملا طيلت حياتهم على الأرض بسبب تصرف واحد فقط ظنو أن لا حكم مباشر بعده .. ظنوه هين جدا .. فقط كفروا .. فبدأ النفي للأخير الى قيام الساعة ثم أدخلو النار داخلين .. الله تعالى جبار على من يكفر به .. وهذا الطرد من رحمة الله ونتيجته. يُبين ان هناك نتيجة لكفرك لحقيقة ظاهرة ! هناك نتيجة للكفر في الدنيا، هناك نتيجة لكفرك بمن خلقك .. لا تظنون أن الله سبحانه لا يقيم عدلا في الدنيا .. لكن الجاهل لايعلم بجهلة